كيف هي حياة حراس البنايات الني نسكن فيها؟

عيد العمال 2023: حراس أبنية يروون قصصهم في الغربة
ديالا العزةبي بي سي نيوز - عمان
قبل ساعة واحدة

التعليق على الصورة،
تحيي 107 دول في الأول من مايو/ أيار عيد العمال ويعد يوم عطلة رسمية للاحتفال بإنجازات العمال

قبيل ساعات الغروب في أواخر أيام شهر رمضان، جاءني حارس العمارة التي أقطنها ليقول باكياً "أبو أحمد.. مات".

أصبت بحزن شديد، فهذا الشخص الذي اختار أن يترك بلده الأم ويغترب عن الأهل والأحباب، لم يكن فقط حارساً للعمارة السكنية التي أعيش فيها وإنما كان جاراً، وفي كثير من الأحيان أميناً على أسرار بيوت الساكنين، وقد يكون من حيث لا يدري كوّن لنفسه عائلات أخرى في الغربة.

أبو أحمد، حارس العمارة القديم الذي عمل في الأردن لأكثر من ٣٥ عاماً، عاد خلالها بضع مرات فقط لزيارة أهله في مصر، إلا أن الزيارة الأخيرة كانت بلا عودة.
"نحن لبعضنا": عاملات مهاجرات في لبنان يتحدن لمواجهة العالمموظفون يتلقون 100 في المئة من الراتب مقابل 80 في المئة من ساعات العمل
خلال السنوات الطويلة التي عاشها أبو أحمد في الأردن عمل في الزراعة طويلاً إلى أن انتهى به المطاف في حراسة المباني السكنية، وكان من أثره الطيب أن يعتني بالأزهار التي تزين مدخل المبنى فيبتهج السكان بحسن حفاظه على المكان.
التعليق على الصورة،
تظهر أرقام صادرة عن وزارة العمل الأردنية لتوزيع العمالة الوافدة حسب الجنس لعام 2022 أن عدد العمال الوافدين من مصر بلغ 143877 عاملاً

تقوم وظيفة حراسة المباني السكنية في الأردن - والتي عادة ما يشغلها عمال مصريون - على العناية بالمبنى من حيث النظافة وتنظيم الإنارة وتنظيف سيارات الساكنين وفي بعض الأحيان قضاء بعض حاجياتهم من المشتريات إذا لزم الأمر. وتكاد لا تخلو عمارة سكنية في العاصمة عمّان من وجود حارس يقطن في غرفة صغيرة عادة ما تكون في الطابق السفلي في البناية.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

وتظهر أرقام صادرة عن وزارة العمل لتوزيع العمالة الوافدة بحسب الجنس في المملكة لعام 2022 أن عدد العمال الوافدين من مصر بلغ 143877 عاملاً.

وفي اليوم الذي تحيي فيه دول عدة عيد العمال في الأول من مايو/ أيار ويأخذ فيه العمال في حوالي 107دول حول العالم عطلة رسمية للاحتفال بإنجاز العمال وقوانين العمل خلال السنوات الماضية، سنتعرف على قصص بعض هؤلاء العمال عن قٌرب.

"أنا أدفع للغربة سنين من عمري"

يقول جمال - حارس عمارة في الثلاثينيات من عمره-: "ما دفعني لترك مصر والقدوم للعمل في الأردن منذ عام 2012 هو الفرق في الأجور، فأنا أستطيع بالأجر الذي أتقاضاه الآن تغطية تكاليف معيشتي وإرسال مبلغ لعائلتي في مصر وادخار بعض المال كي أتمكن من الزواج ومساعدة عائلتي".

ويقول جمال إن المجالات مفتوحة للعمل أمامه في الأردن، في الزراعة أو الخدمات أو أي قطاع سواء بشكل يومي أو شهري، "فلا حواجز أمامي من العمل لأني حر من الحواجز الاجتماعية التي تمنع بعض الشباب في بلدي الأم من العمل، أنا أعمل بكل حريتي هنا".

ولأن الهدف في الغربة هو العمل فقط، "أنا أدفع للغربة سنين من عمري" يضيف جمال أنه لا يتوانى عن العمل لساعات طويلة من أجل كسب الرزق.
التعليق على الصورة،
"أحلم بحياة مستقرة وأن أكوّن أسرة وأعيش أنا وأهلي بمستوى جيد"

تخطى البودكاست وواصل القراءة

البودكاست

بي بي سي إكسترا

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

ومن بين الصعوبات التي تواجه العمال كما يقول جمال، هو ما أسماه "الاتجار بالتصاريح"، حيث يرى أن البعض يتاجرون في استصدار وتجديد تصاريح العمل للوافدين المصريين. فعلى سبيل المثال يقول جمال إن تكلفة تصريح العمل تصل إلى حوالي 550ديناراً أي ما يقارب 800 دولار، ولكن البعض يستغل هذا الأمر فيتقاضى من العامل حوالي ألف أو ألفي دينار أي ما يعادل 1500 إلى ثلاثة آلاف دولار. "وهذه معاناة حقيقية تواجه المصريين" كما يقول جمال ....

المصدر: BBC News عربي
أحدث أقدم