
عام 1987، أصدر المؤرخ البريطانى مارتن برنبال كتابه الشهير: «أثينا السوداء.. الجذور الإفريقية للحضارات الكلاسيكية»، والذى أشار فيه إلى أن الكثير من الثقافة والحضارة الإغريقية كان متجذرا فى مصر القديمة لكن تم محو هذه العلاقة فى القرن 18 مع ظهور المركزية الأوروبية التى ادعت أن الإغريق، وبالتالى أوروبا، أصل الحضارة. برنبال ادعى أيضا أن المصريين القدماء كانوا زنوجا، وأن كليوباترا زنجية متحدرة من النوبة. بعضنا احتفى بالجزء الأول، وهو أن الحضارة المصرية أصل الحضارات وتجاهل الجزء الثانى. فى المقابل، استغلت الحركة الفكرية المسيسة والمتحيزة لإفريقيا بأمريكا الكتاب لخلق تاريخ مزيف. ومن خلال عشرات الدراسات والأفلام الوثائقية والمعارض التاريخية جرى الاعتماد على أفكار برنبال التى عارضها باحثون غربيون، لتلبية احتياجات الحاضر. فى معركة الأمريكيين الأفارقة مع المركزية الأوروبية، التى تمحو تاريخهم وترسخ فكرة أنهم معدومو الحضارة، جاء الحديث عن «زنجية مصر وكليوباترا» بمثابة إغراء لا يقاوم لابد من الاستفادة منه لخلق مركزية إفريقية مضادة. التاريخ، حسب الكاتب البريطانى كينان ....